عمود الضوء الذي أتعبه الاطلاع على المدينة
من هذا القاحلُ في المرايا؟
هل هذا الشحوب من نفخ محتوى المعوذتين في وجهكَ قديمًا؟
ما اسمُ الرياح التي ثقّبتكَ بالأسفار؟
و دلقتْ في شموعِكَ صفيرَها؟
أيها الغاطسُ في هوَةِ روحِك
لقد ابتلعت قلبَكَ المفاجأة
و أحالكَ الصمت عمودَ ضوءٍ حقا!
متى تترجلُ من هذا الوقوف؟
لقد خدَعكَ الشعراءُ
مثلي!
فالأسماءُ التي انتزعتْ القنبلة معانِيَها
تلقّفتها القصائد؛ لتُشبعَ جوعَها للمجازات
كلما حنّطتْها بأضحوكةِ التناسخ
إنها فكرتُهم الطيبة و الخبيثة معا ؛ للحفاظِ على ما تبقّى
كأن يُقال : أخي البعيد في الصورة، أمي تتذكرهُ طوالَ فترةِ إعدادِها العِشاء…
أو يُقال : يُسافرون عنكَ، مسألة حزينة
يَعودونَ إليكَ، مسألة مفرحة
تظلُّ باقيا، فمسألة حزينة و مفرحة فقط!
أيها المغرورقُ بأزمانكَ المبتلة
تحدث
إبكِ بأصواتٍ عالية
أشكُ لنا من نقص الكالسيوم في عظام المدينة
و من الاطفال الذين ارتطموا بك سهوا فكبروا
و من الأيام التي تحكُّ ظهرَها بك عاما بعد عام
إذهب إنْ شئتَ إلى البراري
حيثُ منظرُ السماء و هي تدخلُ وسط السرب
حيثُ صراخُكَ يستبدلُ رئتهُ الضيقة بتلكَ الجغرافيات هناك
حيث البراري. السماء. رغبةُ الصراخ القديمة…
في تلكَ (الهناكاتِ) فقط
يمكنك أنْ تطقطقَ بمسبحةِ الرنين
أن تُفلتَ فككَ الأسفلَ ؛ لتذوّق الذهول مرةً تلوَ أخرى
تحررْ من الروزناماتِ كلها
بما فيها ذكرى وفاتكَ الماضية و الآتية…
The Weary Sentinel: A Light Post's Tale of City Watching
Maitham Alharbi
Born in 1981 in Babylon, and lives in Baghdad, Iraq.
Medium
Prose poem - Transforming inanimate objects into human beings, the pillar of light becoming the voice of the people living in the city
Year
2021
Description
A work of literary art, titled "Objectification," explores the essence of existence as brought to life by Nathrop Frey's concept of objectification in literature. The protagonist is an inanimate object - perhaps a lamppost, carpet, or coin - that speaks with a human voice, bearing witness to the struggles and hardships endured by the inhabitants of a city. Critics in Iraq lauded the poem, with several penning insightful studies on its themes. The "pillar of light" in the city is a symbol of the human condition, revealing the intersections of myth, reality, structuralism, Sinai, and other critical concepts. Through its evocative prose and deep empathy, this poem captures the essence of the human experience.
Instagram: maithamalharbi
عمود الضوء الذي اتعبهُ الاطلاع على المدينة
ميثم الحربي
ولد عام ١٩٨١ في بابل ويعيش في بغداد في العراق.
الوسط
قصيدة نثرية - تحويل الجماد الى انسان ، عمود الضوء اصبح صوت الناس الذين يعيشون في الدينة
السنة
٢٠٢١
الوصف
قصيدة نثرية و تسمى في الادب ( التشييء ) تشييء الشيء جاء به ناثروب فراي ، تشييء الادب . بطل القصة يكون جماد قد يكون عمود ضوء ، سجادة او عملة معدنية لكنه يتكلم كأنسان . حضيت هذه القصيدة على ردود فعل جيدة جداً و ابرز النُقاد في العراق كتبوا عنها دراسات نقدية. عمود الضوء هو جماد موجود في الدينة و لكنه اطلع على جميع احداث المدينة و المصاعب التي مروا بها سكان هذه المدينة. قصيدة تتضمن انماط نثر مهمة و فيها اسطورة و خرافة و واقع و بنيوية و سينياء و كثير من المصطلحات النقدية و بها نزعة انسانية كبيرة.